ثقافة صبْرًا يا أحمد.. وداعًا يا أحمد
عهدته في بداية طريقه الفني، شابا تستطيع أن تعرف أنه تونسي من صوته، وكلماته التي يصدح بها ويعلو، تجوّل صوته بين أزقة المدينة العربي و طرق لافايات وشارع لحبيب بورقيبة و الأحياء البسيطة التي تشبهه، فأحياء بلادي تشبه أهلها، كذلك هو أحمد أو كافون كما يحب الجميع أن يناديه، كلمات تعبّقت بصوته المميّز، هندام مميّز بدوره، هل لأحد منّا ألّا يعرف كافون من شكله؟ هو مميّز ومُتفرّد، كأحياء بلادي وأهلها..
بعد سنين صدح فيها صوته داخل ديارنا، على شاشاتنا و في هواتفنا، لم نعد نراه كثيرا وصرنا نسمع أخبارا عنه بأن حالته قد تعكرت فصرنا نقول"صبرا يا أحمد.. من بعد الشدة يأتي الفرج" ثمّ حلّ علينا بساق مبتورة، الورود تُقطفُ ولا تموت في بلادي، بل تنمو بكرامةٍ وإباءٍ، لم يعد صوته يصدح بالألحان، بل صار يصدح بعبارات وكلمات تجعلك تشكر الله على تمام صحتك، ونقول سويا "صبرا يا أحمد، سيمرّ كلّ مرّ" اليوم نقول "وداعا يا أحمد"، الورود تُقطف ولا تموت في بلادي يا صاح، بل يظلّ ريحها عبِقًا، منتشرًا حتى وإن غابت..
ليندا التيس